من معالم البسملة
لقد وردت في أخبارنا المروية عن النبي الأكرم وأهل بيته الأطهار (عليهم السلام) أنّه: «لا صلاة إلاّ بفاتحة الكتاب»، كما أنّ البسملة من الفاتحة، هذا ما اتّفق عليه المسلمون.
روى الصدوق، بإسناده، في أماليه والعيون، عن أمير المؤمنين علي (عليه السلام)، أنّه قال: «إنّ بسم اللّه الرحمن الرحيم آية من فاتحة الكتاب، وهي سبع آيات، تمامها ببسم اللّه الرحمن الرحيم، سمعت رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) يقول: إنّ اللّه عزّ وجلّ قال لي: يا محمد {وَلَقَدْ آتَيْناكَ سَبْعاً مِنَ المَثانِيَ وَالقُرْآنَ العَظِيم}، فأفرد الامتنان عليّ بفاتحة الكتاب وجعلها بإزاء القرآن العظيم، وإنّ فاتحة الكتاب أشرف ما في كنوز العرش، وإنّ اللّه عزّ وجلّ خصّ محمداً وشرّفه بها، ولم يشرك معه فيها أحداً من أنبيائه ما خلا سليمان، فإنّه أعطاه منها بسم اللّه الرحمن الرحيم، ألا تراه يحكي عن بلقيس حين قالت: {إنِّي اُلْقِيَ إلَيَّ كِتابٌ كَرِيمٌ إنَّهُ مِنْ سُلَيْمان وَإنَّهُ بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ}، ألا فمن قرأها معتقداً لموالاة محمد وآله الطيبين، منقاداً لأمرهما، مؤمناً بظاهرهما وباطنهما، أعطاه اللّه عزّ وجلّ بكلّ حرف منها حسنة، كلّ واحدة منها أفضل له من الدنيا بما فيها من أصناف أموالها وخيراتها، ومن استمع إلى قارىء يقرأها كان له قدر ثلث ما للقارىء، فليستكثر أحدكم من هذا الخير المعرض لكم، فإنّه غنيمة لا يذهبنّ أوانه فتبقى في قلوبكم الحسرة».
وروى القمّي في تفسيره، عن ابن اُذينة، قال: قال أبو عبد اللّه الإمام الصادق (عليه السلام): بسم اللّه الرحمن الرحيم، أحقّ ما أجهر به، وهي الآية التي قال
اللّه عزّ وجلّ: {وَإذا ذَكَرْتَ رَبَّكَ في القُرْآنِ وَحْدَهُ وَلَّوْا عَلى أدْبارِهِمْ نُفُوراً}(1).